وتشير الصحيفة إلى أنه وبالرغم من مصادقة البرلمان التركي على التدخل في سوريا والمشاركة في التحالف الأميركي، إلا ان أنقرة التي حشدت قواتها على الحدود لم ترسل جنودها إلى داخل الأراضي السورية لحماية بلدة كوباني/ عين العرب، التي دخلت إليها القوات التابعة لـ "داعش".
وتبين فيليب أن حكومة أحمد داوود أوغلو تجد نفسها تواجه ضغوطا شعبية ودولية للتدخل، فبالرغم من حديث أوغلو الأسبوع الماضي، عن رفض تركيا لأي سيناريو تسقط فيه كوباني، خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم أمس وقال إن البلدة ستسقط قريبا بيد "داعش"، وحمل التحالف الدولي المسؤولية، وقد أشار إلى أنه فشل بالاستجابة لمطالبه ومواجهة نظام بشار الأسد، وتتلخص مطالب أردوغان في إقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي وتسليح المعارضة السورية.
ومشكلة أردوغان هي أن الضغط الشعبي وتهديدات عبدالله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني السجين بوقف المحادثات، عوامل تشكل ضغطا عليه، بحسب التقرير.
وتعتقد فيليب أن تركيا قد لا تكون متحمسة لـ "داعش"، كما يتهمها بعض نقادها، لكن أنقرة لا تنظر للأمور بنفس الطريقة التي ينظر إليها التحالف.
وتوضح فيليب أن تركيا لديها مخاوف أخرى غير نظام الأسد. فهي لا ترغب بتقوية القوميين الأكراد في سوريا ممن تشك بهم وتتهمهم بالتحالف الواضح مع نظام بشار الأسد. فيما يقول الأكراد السوريون إنهم مهتمون فقط بحماية أنفسهم وليس الدفاع عن الأسد. ويرون في دخول القوات التركية لبناء منطقة عازلة محاولة واضحة لتدمير الإنجازات التي حققوها والمنافع الاقتصادية التي جنوها قبل أن تصل قوات "داعش".
وتلفت الصحيفة لما قيل لصالح مسلم، زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا عندما زار أنقرة، وناشد المسؤولين الأتراك بالتدخل حيث طلب منه أولا حل منطقة الحكم الذاتي الكردية في سوريا والقبول بواقع المنطقة، ولكنه رفض المطالب التركية.
وأظهرت الولايات المتحدة برودة حيال فكرة المنطقة العازلة، ولكن أردوغان يرفض التنازل عن مطالبه. فيما أكد أحمد داوود أوغلو اعتقاد أنقرة أن الشرير الحقيقي هو بشار الأسد وليس "داعش"، وأكد أن صعود "داعش" جاء نتيجة لفشل الغرب في التعامل مع الأسد وتنحيته عن السلطة، بحسب الصحيفة.
وهذا يشير لعدم احتمال سماح تركيا بأي عمل عسكري من أراضيها لا يستهدف نظام الأسد أولا.
وتتوقع فيليب أن تجد تركيا نفسها منقادة للمشاركة في الحرب الأهلية السورية، في حال وصلت آثار هذه الحرب إلى داخل أراضيها. وأكد جين ستولتينبرغ أن الناتو سيكون جاهزا للدفاع عن تركيا حالة تعرضت لهجوم من القوات السورية، مما يزيد من الضغوط على تركيا كي تشارك بشكل كامل في التحالف الدولي.
وتختم فيليب تقريرها بالإشارة إلى أن الولايات المتحدة تحاول إقناع أنقرة بالمشاركة الكاملة، وأرسلت مسؤولين بارزين لأنقرة لهذا الغرض، لكن قلة من الأكراد في كوباني يعتقدون أنهم سيكونون جزءا من هذا الاتفاق.
إرسال تعليق
Click to see the code!
To insert emoticon you must added at least one space before the code.