بورما-[rna-press.com]-[البشرى]:
"بورما دولة دينية متعصبة، حيث إن للمرجعية الدينة قبول لدى الشعب
والحكومة، وهؤلاء الرهبان يحملون عداءً كبيراً ضد المسلمين بسبب إقبال كبير
من أتباع الديانة البوذية على الإسلام ودخولهم فيه، لذا هم يريدون استئصال
كل ما هو مسلم، وسن قوانين لمنع ارتباط أي فرد بوذي بأي مسلم"..
بهذه
الكلمات، عكس الإعلامي "عطا الله نور الإسلام"، رئيس وكالة أنباء
الروهنجيا، سر العداء الدفين الذي يكنه رهبان بورما "أصحاب الكلمة المسموعة
لدى كل من الشعب والدولة في بورما" للمسلمين.
جاء
ذلك في سياق الحوار الأسبوعي الذي تجريه جريدة "الأمة" الالكترونية،
بعنوان: "مسلمو الروهنجيا" والمخطط البورمي لإنهاء وجودهم في أراكان"، مع
الإعلامي "عطا الله نور الإسلام"، رئيس وكالة أنباء الروهنجيا.
ويتطرق
موضوع الحوار إلى مؤامرة دولة بورما "البوذية-العسكرية" على مسلمي
الروهنجيا، والانتهاكات المتواصلة بحقهم حتى صنفتهم منظمة الأمم المتحدة
بأنه أشد الأقليات العرقية اضطهاداً في العالم بأثره، وحول دور العالم
الإسلامي ومن حوله المجتمع الدولي في التصدي لمخطط بورما في القضاء عليهم
وتقديم وسائل الدعم والحماية لهم.
مخطط لإنهاء التواجد الإسلامي
ويواجه
"مسلمو الروهنجيا" في إقليم "أراكان" في غرب دولة ميانمار (بورما سابقاً)
مخطط يستهدف إنهاء تواجدهم في المنطقة والتي يشكلون فيها ما نسبته تزيد عن
90% من إجمالي مسلمي البلاد، ويتزعم هذا المخطط الحكم البوذي العسكري الذي
يحكم في البلاد منذ أكثر من 50 عاماً وحتى اليوم.
وأشار
"نور الإسلام" في حواره مع جمهور "الأمة"، إلى أن دولة بورما، تعتبر قبلة
البوذية في العصر الحديث، نظراً لوجود أكبر المعابد البوذية فيها، حيث يحج
إليها البوذيون سنوياً من جميع أنحاء العالم.
وتعد
دولة "بورما" أو "اتحاد ميانمار" من أكبر دول جنوب شرق آسيا، وتتألف من
عرقيات كثيرة تتجاوز مائة وأربعين عرقية، جلها عرقيات تدين بالديانة
البوذية، عدا خمس عرقيات منها عرقية الروهنجيا المسلمة.
وفي
هذا الخضم المتلاطم من العرقيات والقوميات؛ يعيش مسلمي الروهنجيا في ولاية
تسمى "أراكان" في غرب البلاد، وهي محاذية لجمهورية بنجلاديش الإسلامية.
مسلمو الروهنجيا
وحول
ما الفرق بين مسلمي بورما، ومسلمي الروهنجيا، أوضح "نور الإسلام"، بأنه قد
وصل الإسلام إلى بورما (ميانمار) في القرن الثاني الهجري في عهد الخليفة
هارون الرشيد عن طريق التجار العرب الذين قدموا من حضرموت، حيث وصلوا إلى
ولاية أراكان ونشروا الإسلام هناك فدخل سكانها "الروهنجيا" في الإسلام،
وبدأوا في نشر الإسلام في بقية المناطق المجاورة، فدخل كثير من الناس من
عرقيات أخرى إلى الإسلام، سواء من البورمان، والكامي، والشان، والسرتي..
الخ..
وفي
عام 1784م احتلت بورما مملكة أراكان وصيرتها ولاية من ولاياتها، فأطلق على
جميع المسلمين في بورما "مسلمي بورما"، وبعد نيل بورما استقلالها من
بريطانيا عام 1948م؛ بدأ التمييز العنصري ضد الروهنجيا، وتم نزع جنسياتهم
وحرمانهم من الحقوق المدينة، مع احتفاظ بقية المسلمين في بورما بمواطنتهم
وكافة حقوقهم المدينة، ومن هنا بدأ اسم مسلمي "الروهنجيا" يبرز ككتلة
مستقلة عن مسلمي بورما، بعد أن كان يشملهم في السابق مسمّى مسلمي بورما.
وبعد
قرار حكومة بورما (ميانمار) نزع مواطنة "الروهنجيا" عام 1982م بحجة دخولهم
إلى البلاد بطرق غير شرعية!؛ مارست العصابات البوذية والمرجعية الدينية
والبوذية وبدعم من الحكومات البورمية المتعاقبة صنوفاً من الأذى والظلم
والاضطهادات ضد مسلمي "الروهنجيا" دون غيرهم من مسلمي بورما، فظهرت قضيتهم
في السطح، وبدأت المنظمات الإنسانية وبعض وسائل الإعلام تبرز معاناة هذه
العرقية، وتعرف العالم عليهم وعن جوانب من معاناتهم المستمرة حتى يومنا
هذا.
وأما
بقية المسلمين في بورما فظلوا في أمن وأمان يتمتعون بحقوق المواطنة وبقية
الحقوق المدينة إلى يومنا هذا؛ عدا بعض الاعتداءات التي وقعت عليهم في
العامين الماضيين.
إرسال تعليق