0

علي بن محسن الشويش


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


التعددية الزوجية تكون عندما تستدعي الحاجة الشخصية والنفسية الصادقة إلى التعدد فإنه بحسب قوة رغبتك تكون قوة قدرتك على الإستمرارية في الطريق وتحمل التبعات المترتبة على التعددية الزوجية ، وبحسب ضعف الرغبة تضعف عن الإستمرارية مع ما سيترتب على ذلك من الفشل الزوجي مقدما ومؤخرا ...

العديد من المعددين المسياريين يتجه الى هذا النوع من التعدد متأثرا بشعارات براقة من باب العاطفة والإستحسان فيقول من للأرامل ؟ من للعوانس ؟ من لليتيمات ؟ من للمطلقات ؟ ، وهذه عبارات رنانه وكلمات جميله والواقع يشهد بكثير من الآهات والآلام والزفرات والحسرات ..

فظاهر هذه الشعارات والكلمات والعبارات الخير والشهامة والتنكر للذات لأنه يدعو إلى علاج ظاهرة مجتمعية فرضت نفسها في المجتمع وهي كثرة العوانس والمطلقات والأرامل ،وعزوف من يريد الزواج عن هذه الشريحة الكبيرة في المجتمع ، مما يترتب عليه الإشكالية المجتمعية والإنحرافات السلوكية لدى هذه الفئة وهذا تفكير منطقي وكلام عقلاني ولكن ...

هذه الظاهرة ليس علاجها بهذه الطريقة الأحادية الفردية وإنما يكمن علاجها التكاملي في مشاركة جميع المؤسسات المجتمعية وتظافر الجهود ثقافيا واجتماعيا وأخلاقيا ، وتربويا وأعلاميا , وليس فرد أو أفرادا انطلاقا من هذه الشعارات ،لأن هذا سيمثل جناية على الكثيرين ممن ينخدعون بها ، وينطلقون في هذه الزيجات بناءا عليها .

إن هذه الشعارات البراقة والعبارات الرقراقة ليست متحققة في واقع من يريد التعدديه الزوجية مسيارا وليست في فكره بداية !! فالذي يريد أن يعدد مسيارا من خلال ( الرؤية والمشاهدة والوقوف على حال كثير من المعددين بهذا النوع ) يبدأ بالبحث عن الأبكار والجميلات والصغيرات أولا ،فإن لم يجد أخذ يتنازل شيئا فشيئا فيبحث عن متوسطة الجمال من الأبكار ، فإن لم يجد تنازل إلى من تكبره سنا إن كانت تحظى بالجمال والمال فإن لم يجد تنازل الى الأرملة الجميلة التي لا ولد لها ثم المطلقة الجميلة التي لا ولد لها ، وهكذا دواليك .. أين الشعارات أين العبارات أين أين.. كل ذلك ليس له واقع في الحقيقة إلا أنه مسار خاطئ ومنطلق كاذب يتستر به البعض من أصحاب النزوات والشهوات لا الحاجات ،فيجني فيه المعدد مسيارا على نفسه وعلى من يتزوجها وعلى زوجته وأم أبنائه وبناته حيث أن مفهوم الواقع المجتمعي وثقافته المغلوطة في هذا الجانب والذي تولى كبرها الإعلام بجميع أطيافه لا تعين على التعدد الحقيقي الشرعي الموافق للفطرة ولا تقبله ، بل تعده خيانة ورعونة وفجور من الرجل ، والمرأة تدخل في صراع دائم مع المجتمع إذا كانت الأولى فإنها تلام كيف يتزوج عليك زوجك وإذا كانت الثانية تلام وتلام وإذا كانت الثالثة أو الرابعة فتلام وتلام وتلام وتلام !! فلجأ الكثير ممن لديه رغبة في التعددية الزوجية إلى مثل هذا النوع هروبا من المواجهة واللائمة المجتمعية
ولابد من تصور المعدد المسياري لطبيعة الحياة بعد التعدد تصورا صحيحا، فإن التصور الصحيح لهذا الأمر قد يجعله في غنى عن الخوض فيه أو إعطاء المجتمع صورة مظلمة أوتجربة سيئة فينأى بنفسه عنه من خلال هذه التجربة الغير محسوبة ومن الفشل الذي سيحصل له وكثير ممن فشلوا يقولون : لم نكن نتصور أن الأمر بهذه الصورة ...

إن أغلبية المعددين (مسيارا) تنعكس حالات فشلهم في هذه التجربة من خلال ظهور وضع عائلي قائم على إهمال الأبناء والبنات بطريقة تفرز نماذج سلبية في مجتمعنا، وهي نتيجة للعديد من ممارسة الظلم والأخطاء التي تقع في كثير من الأحيان على الزوجة الأولى ، فيؤدي ذلك إلى بروز ظواهر سيئة في تربية الأبناء والبنات .

فلابد من أن يوازن المرء بين حاله الآن وحاله بعد التعدد قبل أن يقدم عليه ، فيزن قدراته المادية والجسدية والنفسية ، ولا يغره فلان المعدد ، والشخص الفلاني المستقرة أحواله ، فإن وراء الأكمة ماورائها وما الله به عليم ولا تدري أحاله مستقر أم مستعر وبيته مطمئن أم مضطرب !

بقلم : علي بن محسن الشويش

باحث دكتوراه في الدعوة والثقافة الإسلامية

مستشار ومأذون شرعي

إرسال تعليق

 
Top