كانت نموذجاً فريداً للمرأة المسلمة
الصالحة.. فكانت رأس العابدات، ورئيسة الناسكات القانتات الخائفات الوجلات
حتى عُرفت في زمانها بعظيم فضلها ومزيد علمها وكمال أدبها..
من هي؟ فهي "رابعة القيسية العدوية البصرية" سميت رابعة لأنها كانت الرابعة في الميلاد يسبقها ثلاثة، و سميت بالقيسية لأنها من بطن من بطون قبيلة قيس، و سميت بالعدوية لأن أسرتها من بني عدوة، و سميت بالبصرية لأنها ولدت في البصرة و عاشت بها ردحاً من الزمن، ولُقِّبت بأم الخير لسعيها في أوجه الخير
لقد كان لرابعة ثلاث أخوات بنات سبقنها إلي الحياة، و أبواها يشكوان قسوة الفقر و شدة الحياة. و هكذا نشأت رابعة بين أبوين فقيرين، يعيشان في كوخ بطرف من أطراف البصرة، و كان الناس يسمون هذا الكوخ "كوخ العابد"وذلك لتقوى الوالد وإيمانه.
المصادر:
كتاب رابعة العدوية إمامة العاشقين والمحزونين للدكتور عبد المنعم الحفني
من هي؟ فهي "رابعة القيسية العدوية البصرية" سميت رابعة لأنها كانت الرابعة في الميلاد يسبقها ثلاثة، و سميت بالقيسية لأنها من بطن من بطون قبيلة قيس، و سميت بالعدوية لأن أسرتها من بني عدوة، و سميت بالبصرية لأنها ولدت في البصرة و عاشت بها ردحاً من الزمن، ولُقِّبت بأم الخير لسعيها في أوجه الخير
لقد كان لرابعة ثلاث أخوات بنات سبقنها إلي الحياة، و أبواها يشكوان قسوة الفقر و شدة الحياة. و هكذا نشأت رابعة بين أبوين فقيرين، يعيشان في كوخ بطرف من أطراف البصرة، و كان الناس يسمون هذا الكوخ "كوخ العابد"وذلك لتقوى الوالد وإيمانه.
في هذه البيئة الإسلامية الصالحة وُلدت
رابعة العدوية وحفظت القرآن الكريم وتدبَّرت آياته وقرأت الحديث وتدارسته
وحافظت على الصلاة وهي في عمر الزهور. وعاشت طوال حياتها عذراء بتولاً برغم
تقدم أفاضل الرجال لخطبتها لأنها انصرفت إلى الإيمان والتعبُّد ورأت فيه
بديلاً عن الحياة مع الزوج والولد. وليس كما يحاول بعض المستشرقين تشويه
سيرتها ووصمها بالانحراف والرذيلة.
أبدا لم تكن رابعة العدوية في يوم من الأيام غانية ولا من أهل الفجور ولا ممن غرقوا في بحر الشهوات، كما صورها بعض الكتاب وأظهرتها شاشات السينما، بل كانت ومنذ طفولتها تقية تتحرى الله في كل تعاملاتها. وكانت رابعة منذ صغرها فتاة عاقلة ذكية، زاهدة عابدة متهجدة، و كانت كثيرة الهم و الحزن، طويلة التفكير و التأمل، منطوية علي نفسها قليلة الكلام.
كانت رابعة أول من استعمل كلمة "الحب الإلهي" استعمالاً صريحاً فيما تناجي به الله عز وجل وإقبالها عليه وإيثارها له سبحانه وتقول رابعة " يا إلهي إذا كنت أعبدك خوف النار فأحرقني بنارها ،أو طمعاّ في الجنة فحرمها علي ،وإذا كنت لا أعبدك إلا من أجلك فلا تحرمني من مشاهدة وجهك"
وترى رابعة العدوية أن الدخول على المحبة الإلهية لا بد من إتباع ما يلي
1-الورع: وقد أورد ابن خلكان حكاية عن ورعها وتقواها فقال: قالت رابعة العدوية لأبيها: يا أبت، لست أجعلك في حل من حرام تطعمينه فقال لها: أرأيت إن لم أجد إلا حراماً؟ قالت: نصبر في الدنيا على الجوع خير من أن نصبر في الآخرة عن النار" (ابن خلكان 2/285) فالورع أن تطيب مطعمك فلا تأكل إلا الحلال.
2-الصدق: من السمات المهمة في شخصية رابعة العدوية صدقها مع الله, ومع الناس. فالصدق منجاة من كل الآثام, وهي مطلب الأنبياء والصالحين. وفي ذلك ورد في القرآن الكريم قول الله تعالى: (وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ) (الشعراء، آية 84 فإنها قبلت الصدق مع الله ودونه إن هذا الأمر جعل الآخرين يخافونها ويهابونها. فقد كانت تنصح دون خوف ولا وجل من أحد.
3-الإخلاص: صفة رابعة المميزة لشخصيتها وهي مخلصة عندما كانت طفلة وطلبت من أبيها أن لا يؤكلها إلا بالحلال ، ومخلصة أن ترضي بكل عذاب طالما أنها تستشعر رضا الله عنها ، ومخلصة في توبتها عن نفسها والدنيا وتفرغها لربها فلم تتزوج ولم تنجب ولم تشغل بشئ عن عبادتها. وفي حكاية لأحد الزهاد قيل إنه الحسن البصري ، أنهما بقيا يوما وليلا يتحدثان عن الطريق الروحي وأسرار الحق فلما انتهيا من النقاش يقول الحسن البصري: شعرت أنني لم أكن إلا فقيرا بينما هي غنية بالإخلاص
4-التواضع: وكانت "رابعة" متواضعة منكسرة لله، لاتزهو ولا يأخذها العجب وقد وقاها إيمانها وإخلاصها الوقوع في شباك الشيطان أو الترفع على العباد بقربها من الله
5-الرضا: فهي راضية دائماّ وحالها في الرضا أنها تسرها منه تعالي المصيبة كما تسرها النعمة
6-الزهد: إن من أهم صفات أهل الله الصالحين، والمخلصين العزوف عن الدنيا وزخارفها، والإقبال بالقلب على الله. يروي أن مالك بن دينار ذهب إلي رابعة فوجدها تشرب من جرة مكسورة وقد فرشت علي الأرض حصيرة عتيقة ومخدتها من الطوب اللبن ،فقال مالك بن دينار وقلبه يغلي " يا رابعة لي أصدقاء أغنياء فإن سمحت لي سألتهم أن يعطوني شيئا من أجلك "أجابت لقد أسأت القول يا مالك ! إن الله تعالي هو الذي يرزقني ويرزقهم ،أفمن يرزق الأغنياء لا يرزق الفقراء؟ فإذا كانت هذه مشيئته فنحن من جانبنا نرضي كل الرضا . وقد سألها سفيان الثوري يوماّ عن خير ما يتقرب بها العبد إلي الله فأجابت: ألا يملك في الدنيا والآخرة شيئاّ سواه .
أبدا لم تكن رابعة العدوية في يوم من الأيام غانية ولا من أهل الفجور ولا ممن غرقوا في بحر الشهوات، كما صورها بعض الكتاب وأظهرتها شاشات السينما، بل كانت ومنذ طفولتها تقية تتحرى الله في كل تعاملاتها. وكانت رابعة منذ صغرها فتاة عاقلة ذكية، زاهدة عابدة متهجدة، و كانت كثيرة الهم و الحزن، طويلة التفكير و التأمل، منطوية علي نفسها قليلة الكلام.
كانت رابعة أول من استعمل كلمة "الحب الإلهي" استعمالاً صريحاً فيما تناجي به الله عز وجل وإقبالها عليه وإيثارها له سبحانه وتقول رابعة " يا إلهي إذا كنت أعبدك خوف النار فأحرقني بنارها ،أو طمعاّ في الجنة فحرمها علي ،وإذا كنت لا أعبدك إلا من أجلك فلا تحرمني من مشاهدة وجهك"
وترى رابعة العدوية أن الدخول على المحبة الإلهية لا بد من إتباع ما يلي
1-الورع: وقد أورد ابن خلكان حكاية عن ورعها وتقواها فقال: قالت رابعة العدوية لأبيها: يا أبت، لست أجعلك في حل من حرام تطعمينه فقال لها: أرأيت إن لم أجد إلا حراماً؟ قالت: نصبر في الدنيا على الجوع خير من أن نصبر في الآخرة عن النار" (ابن خلكان 2/285) فالورع أن تطيب مطعمك فلا تأكل إلا الحلال.
2-الصدق: من السمات المهمة في شخصية رابعة العدوية صدقها مع الله, ومع الناس. فالصدق منجاة من كل الآثام, وهي مطلب الأنبياء والصالحين. وفي ذلك ورد في القرآن الكريم قول الله تعالى: (وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ) (الشعراء، آية 84 فإنها قبلت الصدق مع الله ودونه إن هذا الأمر جعل الآخرين يخافونها ويهابونها. فقد كانت تنصح دون خوف ولا وجل من أحد.
3-الإخلاص: صفة رابعة المميزة لشخصيتها وهي مخلصة عندما كانت طفلة وطلبت من أبيها أن لا يؤكلها إلا بالحلال ، ومخلصة أن ترضي بكل عذاب طالما أنها تستشعر رضا الله عنها ، ومخلصة في توبتها عن نفسها والدنيا وتفرغها لربها فلم تتزوج ولم تنجب ولم تشغل بشئ عن عبادتها. وفي حكاية لأحد الزهاد قيل إنه الحسن البصري ، أنهما بقيا يوما وليلا يتحدثان عن الطريق الروحي وأسرار الحق فلما انتهيا من النقاش يقول الحسن البصري: شعرت أنني لم أكن إلا فقيرا بينما هي غنية بالإخلاص
4-التواضع: وكانت "رابعة" متواضعة منكسرة لله، لاتزهو ولا يأخذها العجب وقد وقاها إيمانها وإخلاصها الوقوع في شباك الشيطان أو الترفع على العباد بقربها من الله
5-الرضا: فهي راضية دائماّ وحالها في الرضا أنها تسرها منه تعالي المصيبة كما تسرها النعمة
6-الزهد: إن من أهم صفات أهل الله الصالحين، والمخلصين العزوف عن الدنيا وزخارفها، والإقبال بالقلب على الله. يروي أن مالك بن دينار ذهب إلي رابعة فوجدها تشرب من جرة مكسورة وقد فرشت علي الأرض حصيرة عتيقة ومخدتها من الطوب اللبن ،فقال مالك بن دينار وقلبه يغلي " يا رابعة لي أصدقاء أغنياء فإن سمحت لي سألتهم أن يعطوني شيئا من أجلك "أجابت لقد أسأت القول يا مالك ! إن الله تعالي هو الذي يرزقني ويرزقهم ،أفمن يرزق الأغنياء لا يرزق الفقراء؟ فإذا كانت هذه مشيئته فنحن من جانبنا نرضي كل الرضا . وقد سألها سفيان الثوري يوماّ عن خير ما يتقرب بها العبد إلي الله فأجابت: ألا يملك في الدنيا والآخرة شيئاّ سواه .
7-حب الله عز وجل: والمحبة الإلهية هي أعلى
مقامات الصالحين والعارفين، وهكذا كانت تقرر رابعة العدوية فهي ترى أن الحب
الإلهي هو إيثار من الله تعالى لعباده المخلصين ومنتهى نهاية الفضل العظيم
وكانت تصلي الليل كله وتأنس في خلوتها بالله وتجد في ذلك لذة لا يجدها
الملوك وكانت تضع كفنها أمام عينيها حتى لا تنسى الموت، وتلوم نفسها إذا
تكاسلت. قال لها سفيان الثوري يوماّ لكل عبد شريطة ولكل إيمان حقيقة ،فما
حقيقة إيمانك؟ فقالت: ما عبدت الله خوفاّ من الله فأكون له كالأمة السوء
،إن خافت عملت ،ولا حباّ للجنة فأكون كأمة السوء ،إن أعطيت عملت ،ولكني
عبدته حباّ له وشوقاّ إليه.
8-خشية الله : إن خشية الله والخوف منه يدفع القلب إلى الرجوع والأوبة إلى الله وإذا رق القلب تأثر بالذكر ومال إلى البكاء، فمع طاهرة النفس كان قلب "رابعة" متضرع بكاء مما هيأها لاستقبال أنوارالحق، ولا يكون هذا إلا مع قوة الإيمان فإذا مرت بآية فيها ذكر النار سقطت مغشيًا عليها من الخوف، وإذا مرت بآية فيها تشويق إلى الجنة ركنت إليها وخشية رابعة من الله والآخرة هي التي قيل فيها أنها عاشت أربعين سنة لا ترفع رأسها حياء من الله وأنها ما كانت تسمع آذان قط إلا وتذكر يوم القيامة ولا كانت تذوق الحر إلا وتذكر يوم الحشر وقد جعلت إرادتها من إرادة الله وتقول "لست إلا عبدة وليس لي أن أتصرف وفق أهواء قلبي لأني إذا أردت ولم يرد هو لكان هذا مني جحودا"
وفاتها:
وروي أنه لما حضرتها الوفاة قالت لأصحابها:
انهضوا واخرجوا ودعوا الطريق مفتوحة لرسل الله تعالى، فنهضوا جميعا وخرجوا
فما أغلقوا الباب حتى سمعوا رابعة تقول الشهادة فأجابها صوت (يَا
أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ
رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي
جَنَّتِي (30) سورة الفجر8-خشية الله : إن خشية الله والخوف منه يدفع القلب إلى الرجوع والأوبة إلى الله وإذا رق القلب تأثر بالذكر ومال إلى البكاء، فمع طاهرة النفس كان قلب "رابعة" متضرع بكاء مما هيأها لاستقبال أنوارالحق، ولا يكون هذا إلا مع قوة الإيمان فإذا مرت بآية فيها ذكر النار سقطت مغشيًا عليها من الخوف، وإذا مرت بآية فيها تشويق إلى الجنة ركنت إليها وخشية رابعة من الله والآخرة هي التي قيل فيها أنها عاشت أربعين سنة لا ترفع رأسها حياء من الله وأنها ما كانت تسمع آذان قط إلا وتذكر يوم القيامة ولا كانت تذوق الحر إلا وتذكر يوم الحشر وقد جعلت إرادتها من إرادة الله وتقول "لست إلا عبدة وليس لي أن أتصرف وفق أهواء قلبي لأني إذا أردت ولم يرد هو لكان هذا مني جحودا"
وفاتها:
المصادر:
كتاب رابعة العدوية إمامة العاشقين والمحزونين للدكتور عبد المنعم الحفني
إرسال تعليق