0

هل أرّقك من قبل تحديد الوقت الذي يجب أن تُحدّث فيه طفلك عن مخاطر الإباحية؟ هل تساءلت عن طريقة مناسبة تحافظ بها على براءة طفلك وتُحذّره في نفس الوقت من مخاطر الانترنت؟ هل يبدو لك الأمران متناقضان؟

ربما، ولكن هناك سؤال أفضل يجب أن تسأله: أي الطفلين أكثر أمانًا؟ الطفل البريء أم الطفل المثقف؟ نفس السؤال ولكن بصيغة أفضل: أي الطفلين يمكن أن يحافظ على براءته فترة أطول؟ الطفل الذي لا يملك أي معلومات تساعده على فهم الأمور أم الطفل الذي يستطيع التعرف على الإباحية إذا تعرض لها ويعرف أن عليه الإعراض عنها وإخبار شخص أكبر من عائلته يثق به؟

قصة الأم الحذرة

تحكي لي إحدى الأمهات عن طفلها ذي السبع سنوات الذي ما إن شاهد محتوى إباحي عن طريق أحد أصدقائه الأكبر سنًا حتى جاء ليخبرها بذلك لأنها تحدثت معه في الأمر من قبل وساعدته في التعرف عليه وجهّزته لموقف كهذا، فأدرك ما الذي يشاهده وأخبر والدته ليعالجا الموقف سويًا. وما كان سيصبح خللًا في علاقتهما أصبح تجربة مشتركة بينهما وساعد في تعزيز ثقتهما في بعضهما البعض.

ثلاثة أسئلة أكثر أهمية

في المرة القادمة التي تخشى فيها القضاء على براءة أطفالك بالحديث عن مخاطر الإباحية تذكر هذه الأسئلة الثلاثة

ما هي القيمة الحقيقية للبراءة؟

عندما يتعلق الأمر بالأطفال فنحن عادةً نساوي بين الجهل والبراءة. بالتأكيد نحن لا نريدهم أن يعرفوا المواضيع الخاصة بالكبار، ولكن للأسف أصبح الأطفال معرضون لمشاهدة الإباحية في سن صغير، وإبقاؤهم جاهلين بمخاطر الإباحية يجعلهم غير قادرين على حماية أنفسهم حتى من فضولهم الخاص.

لذا اسأل نفسك: مع قدرة الأطفال الحالية على الوصول إلي الإباحية، ما هي قيمة البراءة مقارنةً بالسعادة طويلة المدى والقدرة علي التصدي لأي مخاطر حقيقية للإباحية؟؟ شخصيًا لا أرى البراءة أهم من هذه الأشياء.

هل يمكنني التحكم بالوقت والمكان الذي قد يشاهد فيه طفلي الإباحية؟

إذا كانت إجابتك بلا فأنا أشكرك على صراحتك. حينها يجب عليك استغلال التحكم المتاح لك. يمكنك أن تتحكم في الوقت المبكر والشكل المؤثر الذي تبدأ به تسليح طفلك لرفض الإباحية وبذلك لن يكون مضطرًا لمواجهة الأمر بمفرده.

هل الطفل المسلح بالمعرفة أكثر أمانًا من الطفل الجاهل بالحقائق والمحتفظ ببراءته؟

الحياة دومًا تصدم الآباء باختيارات متعارضة ويجب عليهم أن يختاروا الأفضل لأبنائهم، هذه هي مسؤوليتهم وهذا هو دورهم. أيهما أفضل: الحفاظ على براءة الأطفال أم تسليحهم بالمعرفة؟ بناءً على مئات القصص التي سمعتها من الآباء والأمهات فأنا أُفضّل المعرفة والقوة التي تمنحها للأطفال في مواجهة الإباحية ورفضها إذا ما تعرضوا لها في أي مناسبة.

  إليكم ما أعرفه:
  • الطفل البريء هو طفل مهدد غير حصين.
  • الطفل المثقف هو طفل مسلح.
  • الطفل المستعد بخطة لحماية نفسه هو طفل آمن تمامًا.
  
  دعونا نخرج الإباحية من الظلام الذي يكسبها قوتها إلى النور حيث يكتسب أبناؤنا قوتهم وأفضليتهم.
المقال الأصلي

ترجمة:mahmoud saad
المصدر علاج ادمان الاباحية

إرسال تعليق

 
Top